وقال مراد القادري، رئيس "بيت الشعر بالمغرب"، إن عبد الرحيم العطاوي "كبير في علمه ومعرفته وإنسانيته"، وله "مكانة رئيسة شغلها في التعريف بالشعرية الروسية وترجمتها إلى اللغة العربية بكثير من الدقة والمعرفة والفهم.. واستحق بجدارة وسام بوشكين للآداب، وتسلمه في المعهد الثقافي الروسي" سنة 1989.
وأضاف أن "العطاوي ابن الكُتّاب المغربي (المسيد) بآسفي حيث حفظ القرآن وتشبع بالقيم الإسلامية الأصيلة والنبيلة، مما نمى فيه روح تمغربيت (الأصالة المغربية) والعطاء، درس فترة طويلة بالاتحاد السوفيتي، البلد الكبير الذي كان بمثابة قارة، في نظام متسم بالانضباط ورغبة في العلم والمعرفة والتكنولوجيا".
كما تطرق إلى المسابقة العالمية لترجمة الشعر الروسي بمعهد الترجمة بموسكو، التي فاز بها العطاوي، مضيفا أنه "قد تكرس اسمه في مجال الاستشراق الروسي"، وكتابه "مدخل إلى الدراسات العربية والإسلامية في روسيا"، وهو "من أهم الكتب المضيئة في المجال"، وأبرز فيه مجالات الاستشراق الروسي من بدايته، والاستشراق الأكاديمي وأعلامه والاستشراق الروسي والدين الإسلامي، والمكتبات الاستشراقية والمخطوطات العربية في روسيا. كما أبرز فيه "طبيعة وسمات الاستشراق الروسي، نشأة وأهدافا وتطورات وخصائص، وأبرز المستشرقين القدامى والمعاصرين والمستعربين، وتأثير الثقافة العربية الإسلامية، خاصة القرآن، على بوشكين شاعر روسيا الكبير".
من جهته قال الأكاديمي منير البصكري الفيلالي إنه تعرف على العطاوي عندما حديث العهد بكلية الآداب بالرباط، عام 1976، ووصف العطاوي بأنه "من المثقفين المغاربة المميزين، يعيش حاضره بكل خصائصه وتجلياته، وأسس لنا كطلبة وعيا قرائيا من خلال تشجيعه وتيسيره اقتناء الكتب من خزانة الكلية".
وتابع أنه بعدما استكمل العطاوي دراسته في موسكو حيث حصل على الباكالوريا، وتابع دراسته الجامعية في الفيلولوجيا والأدب الروسي من جامعة لينينغراد، ودرس مميزات الاستعراب الروسي انطلاقا من أعلامه وكتاباتهم”، عاد إلى المغرب حيث ناقش أطروحته للدكتوراه "جسور التلاقي والتفاهم بين المغرب وروسيا"، وألف مجموعة من الكتب لتأصيل الروابط، منها مختارات "أنطولوجيا" ترجم فيها إلى اللغة العربية شعراء روسيا الكبار، وأغنى بها الخزانة العربية بروائع الشعر الروسي.
وذكر البصكري أن العطاوي التحق سنة 1972 بكلية الآداب بالرباط، وله فضل تأسيس قسم اللغة الروسية بها لأنه كان مؤمنا بجدوى وضرورة الاشتغال بالأدب الروسي والكتابات الروسية الاستشراقية، نظرا للدور الهائل والمهم للمدرسة الاستشراقية الروسية بفضل المخطوطات العربية والإسلامية الموجودة بروسيا. وأشار أيضا إلى أن الحكومة الروسية منحت العطاوي جائزة "بوشكين" نظيرَ عنايته بالشعر الروسي وترجمته إلى اللغة العربية.
المصدر: "هسبريس"