هكذا وصف الشاعر الدكتور أيمن أبو الشعر تونس التي سمع عنها الكثير وقرأ عنها الكثير، وهو ماض لزيارتها لأول مرة، جاء ذلك في حديث مقتضب لموقع RT روسيا اليوم واعدا أن ينقل لنا انطباعاته بعد إتمام الزيارة ونشاطاتها، ونوه بأنه سيصطحب معه في هذه الزيارة مجموعة الأغاني التي تم إنجازها مع فريقه الفني وهي مختارات من قصائده التي لحنها الفنان معن دواره وأدتها المطربة لانا هابراسو وسبق أن نشر موقع روسيا اليوم عددا منها، وكذلك قصيدتين تحولتا إلى أغنيتين لصديقه الشاعر العالمي الراحل رسول حمزاتوف بترجمته وإداء الفنانة لانا هابراسو لتقديمها إلى المنابر الإعلامية الإذاعية والتلفزيونية.
إذن تبدأ الاثنين 20 مايو- أيار زيارة الدكتور الشاعر أيمن أبو الشعر إلى تونس بدعوة من مجلة "الكتيبة التونسية" المؤسسة الإعلامية التقدمية، وهي مجلة واسعة الانتشار تصدر باللغات الثلاث العربية والإنكليزية والفرنسية.
ويتضمن برنامج الزيارة لقاءات مع الأدباء والصحفيين، وعدد من أساتذة وطلبة الجامعات، وأمسيتين الأولى في مدينة باردو التاريخية قرب العاصمة تونس بالتعاون بين مجلة الكتيبة وبيت الشعر التونسي، والأمسية الثانية في مدينة سوسة على بعد 140 كيلومترا جنوب العاصمة تونس بدعوة مشتركة من الكتيبة وجمعية عشاق الكتاب حيث سيلقي الشاعر مجموعة من قصائده القديمة والجديدة، ومقاطع من قصائده التي انتشرت عبر الكاسيتات في معظم البلدان العربية بما فيها تونس.
وقد أعدت الجهة الداعية برنامج لقاءات متنوعة مع عدد من الأدباء والصحفيين لحوارات متنوعة حول الأدب والثقافة والإبداع، إلى جانب برنامج سياحي متنوع في ربوع تونس يمكن أن يُولِّد جمالُها قصيدة جميلة عند الشاعر. ويضم برنامج النشاطات الإبداعية كذلك توقيع كتاب عن مذكرات وآراء الشاعر بعنوان "كي لا تغادر معي " وهو مؤلف نوعي سيكون لنا معه لاحقا وقفة تفصيلية لأهميته على المستويين الثقافي والسياسي العربي والروسي، نشير الآن باختصار شديد إلى أن الدكتورة الإعلامية يسرى بلالي أعدت الكتاب وكتبت مقدمته، وهو يشمل عشرة فصول في 280 صفحة من القياس الكبير، وفيه مقالة موسعة حول الصراع بين القديم والجديد في الشعر العربي، كمنطلق يؤكد فيه بشكل غيرمباشر أن الصراع هو جوهر الحياة، وهناك وفصول عن تجربته مع اليمن الديمقراطي ولقاءاته مع زعمائه، وكذلك عن تجربة اليسار في السودان وانطباعاته عن أهم رموز الأدب الفلسطيني ولقاءاته وصداقاته مع مبدعيه الكبار كمحمود درويش ومعين بسيسو وسميح القاسم وإميل حبيبي، وكذلك عن لقاءاته برسول حمزاتوف وجينكيز أيتماتوف، ويفرد الفصلين الأخيرين عن تجربته في الاتحاد السوفيتي وعن انطباعاته عما عايشه إبان انهيار الاتحاد السوفييتي، وتقييماته لكل من غورباتشوف ويلتسين ودورهما في تفكك الاتحاد السوفييتي، ثم يتحدث عن مرحلة بوتن ودوره كمنقذ لروسيا من الواقع المتردي الذي كانت فيه وقت استلامه السلطة، كما يفرد فصلا للحديث عن تنامي النازية الجديدة وانطباعاته الشخصية عن هذا المسار الذي يعتبر أنه بلغ حدا خطيرا لا يمكن لروسيا أن تسكت عنه، متوقعا بذلك أن الأمر يستدعي استئصال هذا الشر الذي يمثله النازيون الجدد، وكان ذلك قبل عدة شهور من بدء العملية العسكرية في أوكرانيا.
نشير أخيرا إلى أن للشاعر أكثر من 30 مؤلفا في مجالات الشعر والمسرح والقصة والترجمة والدراسات، ناهيك عن مساهماته السابقة في إعداد وتقديم البرنامج الأدبية للإذاعة والتلفزيون، ومساهماته في بعض المؤتمرات والمهرجانات الأدبية الدولية.
نتمنى للشاعر الدكتور أيمن أبو الشعر رحلة موفقة وعطاءات نوعية مميزة كما عهدناه، ورجوعا بالسلامة، ونحن بانتظار ريبورتاج ومعطيات عن هذه النشاطات مع تسجيلات حية إن أمكن ذلك.