مباشر

خاص لـRT: معماري إيطالي شهير يدعو إلى وقف الحرب الثقافية ضد روسيا

تابعوا RT على
تتمادى بعض الدول الغربية في محاربة الثقافة الروسية، ومحاولة تشويه صورة تاريخ عريق عرف بتأثيره على الثقافة العالمية.

وتشمل الحرب الغربية على روسيا محاولة إلغاء رموز ثقافية وفنية وأدبية، لطالما كانت صاحبة إسهام معتبر في الثقافة العالمية، وخصوصا حين نتحدث عن الأدب والفلسفة والموسيقى والعمارة والرسم، ورغم هذه الحرب اتجه العديد من المثقفين الغربيين للحديث عن التأثيرات السلبية لمحاولة إلغاء الثراث والثقافة المادية وغير المادية لروسيا.

التقى موقع RT مع المهندس المعماري الإيطالي روبرتو فيليستي، صاحب الباع الطويل بالتصميم الداخلي والصناعي والفني، والشهير بتصميمه الداخلي لسيارة ديابلو من لمبرغيني، واعتبر فيليستي أن هذه الحرب الثقافية "كارثية" وتحمل الكثير من الآثار السلبية للعالم، فلا أحد يستطيع إلغاء فكر، قدم معرفة وأفكارا فلسفية وأدبية أثرت بشكل كبير على النتاج الثقافي العالمي.

وقال فيليستي: "أنا لست منخرطا في السياسة على الإطلاق، أنا مهندس معماري أعيش عمله وكأنه مهمة أوكلت إلي من أعلى، وإن أكثر ما يرضيني هو أنني أستطيع الحصول على ورقة فارغة وقلم رصاص حيث يمكنني التعبير عن مشاعري".

ويرى فيليستي كمهندس معماري يتغذى بالعمل على الفن أن الحروب سياسة، أما الفن  فهو الحياة، ومهاجمة ثقافة الشعب لا معنى لها.

واعتبر أن الحرب والثقافة يجب أن يبقيا مختلفين ومنفصلين، وأن العقوبات على الموسيقيين والفنانين الروس لن تكون أداة لإنهاء الحرب، معتبرا أن العقوبات التي فرضتها بعض الدول الغربية فيما يتعلق بالفن والمسرح والأدب، الرياضة، غير معقولة وليست منطقية على الإطلاق.

وأضاف فيليسيتي: "يمكنني أن أضيف أيضا، أن العقوبات لن تكون قادرة على تقويض الفن المرموق وتاريخ الشعب الروسي العريق، أنا ضد أي نوع من الحرب ولا أريد مطلقا الخوض في القضايا التي تسببت فيها".

وأردف قائلا: "لكني أود أن يفهم حكامنا أن العلاقات الإنسانية والثقافية التي توحد الناس، أوالشعوب، يجب ألا يتم إشراكها بالحد الأدنى".

واعتبر المعماري الإيطالي أن صورة الثقافة الروسية لا تحتاج إلى حفظ أو محاولة للحماية، لأنها كبيرة ومرموقة لدرجة أنها ستستمر بمرور الوقت، كما فعلت دائما على مر القرون.

وتحدث فيليسيتي لنا عن التبادل والترابط الثقافي والفني بين روسيا وإيطاليا، وقال: "في عصر النهضة جلب المهندسون المعماريون والفنانون الإيطاليون معارفهم وثقافتهم إلى روسيا، ولكن بعد ذلك أعاد المهندسون المعماريون والفنانون الروس، الذين اعتزوا بهذه التجارب، صياغة ما تعلموه، وكشفوا عن مشاريعهم الثقافية الجديدة حول العالم، وقدموها بالكثير من المشاعر الإيجابية والمليئة بالحب".

وأضاف: "أي نوع من العمارة هو أيضا فن، يتطور ويتغير بمرور الوقت بفضل التفاعلات بين الشعوب".

ودعا فيليسيتي إلى عدم نسيان، الأدباء والكتاب والفنانين المعماريين العظماء الذين ولدو وعاشوا في روسيا، وقال:"لقد رأينا جميعا وقرأنا واستمتعنا بفنونهم التي تنقل ثقافة شعبهم، وإبداعهم الفكري".

وأضاف: "اعتاد أستاذ جامعي قديم أن يقول "كل مشروع، حسب التفسيرات المختلفة يؤدي إلى ولادة عشرة مشاريع أخرى"،وهذا صحيح، بالتأكيد وإن كان في حالة اللاوعي، فكل مبدع سيكون لديه مصدر إلهام من خلال رحلة ممتعة بسيطة إلى روسيا".

وتحدث لنا عن تجربته الخاصة في زيارة مدينتي موسكو وسانت بطرسبرغ، معتبرا أن التنوع المعماري والفني في المدينتين يجعلهما رائعتين، ومصدر الهام حقيقي لكل فنان.

ووجه رسالة شخصيا إلى حكام بلاده والحكام الأوروبيين قائلا: "أعزائي الحكام، ابذلوا قصارى جهدكم لضمان انتهاء هذه الحرب في أقرب وقت ممكن، ولاتسعوا إلى المزيد من الحروب وذلك عن طريق الحوار".

وأردف: "لقد كنا دائما أصدقاء مع الشعب الروسي، ويجب أن نستمر، وبالعقوبات لن تحل المشاكل خاصة تلك المتعلقة بالثقافة والمسرح والأدب والرياضة، آمل أن يتم حل كل شيء بأفضل طريقة ممكنة في أقرب وقت ممكن وأن يقوم أحدهم بإعادة التفكير في هذه الأحكام".

وختم روبرتو فليسيتي رسالته قائلا: الفن والجمال سينقذان العالم، يبدو لي من السخف أن نعيش الحرب في هذا القرن".

المصدر: RT

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط .بامكانك قراءة شروط الاستخدام لتفعيل هذه الخاصية اضغط هنا