مباشر

سوريا .. آخر فناني مسرح "خيال الظل" يدرب فريقا من "المخايلين"

تابعوا RT على
رغم أن الحرب أفقدته "كنزا" من مئات الدمى والكتب النادرة ما زال آخر فناني "مسرح خيال الظل" في سوريا يجاهد لإحياء هذا الفن بعدما اكتسب دعما دوليا ومحليا.

ومن بين 23 شابا وشابة متدربين كان شادي الحلاق ينقل "أسرار" فن بقي عقودا طويلة ينتقل بالوراثة وهو فن "خيال الظل" وتُكتب قواعده باستخدام الرموز كي تبقى محصورة بعائلات معينة، وهو يوشك أن ينهي برنامج التدريب الذي بدأته "الأمانة السورية للتنمية" بهدف رفد ذلك الفن الذي يكاد يختفي بمخايلين جدد.
يتحدث الحلاق، وهو آخر "مخايل" في سوريا، لـ RT عن شغفه بمسرح خيال الظل، وعن سنوات قضاها يحاول فك رموز تلك الكتب، وإعادة تصنيع الدمى. محاولات كثيرة وكميات كبيرة من الجلود أهدرها قبل أن ينجح، في تكوين الشخصيات، وخاصة تلك التي حازت الشهرة الأكبر.
"صنعت شخصيتي قراقوز وعيواظ السوريتيْن، وكان الناس لا يعرفون إلا الشكل العثماني لهما، رغم وجودهما في سوريا قبل أي بلد آخر" يقول الحلاق.

فقد الحلاق 1600 شخصية صنعها بيديه، إضافة إلى ورشة كاملة من معدات كانت مصممة لديكور مسرح كبير، مع طموحات تدريب آخرين، خسرها جميعا مع الأزمة التي عصفت بالبلاد.
" للأسف الشديد في الأزمة خسرت كل شيء، كنت في النشابية (ريف دمشق) واضطررت للخروج إلى لبنان، حملت معي ست قطع بينها قراقوز وعيواظ الموجودين دائما بعبي لا أفارقهما أبدا".

يستذكر أنه قدم أول عرض له عام 1993 وذلك بعد انقطاع هذا الفن منذ رحيل آخر رواده "أبو عزت حبيب" عام 1970.
وكان الحلاق الذي يرافق والده الحكواتي، المعروف بأبي شادي الحلاق، يجمع الكتب من المقاهي، رغم أن لغة المخايلين كانت عسيرة على الفهم، إذ تكتب مشفّرة كي لا تنتقل "الصنعة" خارج عائلات محددة. كان عليه أن يبذل مجهودا كبيرا، دافعه الشغف بذاك الفن، وتلك الشخصيات وهو ما بقي يرافقه:

شارك شادي في عدد من المهرجانات ومؤتمرات حماية التراث المعنوي والمادي، قبل أن تعلن اليونسكو مسرح خيال الظل السوري على "قائمة الصون العاجل" في 28/نوفمبر/ 2018، وأعدت ملف الترشيح "الأمانة السورية للتنمية" بالاشتراك مع هيئات حكومية والمجتمع المحلي.

خطوة أخرى:

"عندما تم تسجيل مسرح خيال الظل على قائمة الصون العاجل في اليونسكو أدرجنا معه خطة صون، على الصعيد الوطني بالتشارك مع الجهات الحكومية وغير الحكومية، والمجتمع المحلي". تقول شيرين نداف المشرفة على مشروع إحياء وتطوير مسرح خيال الظل السوري، من برنامج التراث الحي للأمانة السورية للتنمية.
وتقول نداف إن أول خطوة اتخذتها الأمانة تمثلت في "إطلاق برنامج تدريبي حول مسرح خيال الظل" وتتحدث عن الضرر الذي لحق بالمخايل شادي الحلاق بتأثر الحرب، إضافة لظهور التكولوجيا والأسباب الطبيعية الأخرى.
وتشير نداف إلى أن برنامج التدريب أعلن قبول متدربات، وهي ميزة نادرة، إذ أن هذا الفن "مرتبط بالمقهى الشعبي وهذا الأخير للرجال، ولم نسمع عن مخايلة"، وتقول إن عدد المتقدمات من الإناث فاق عدد الذكور، (علق أحد المتدربين على ذلك ضاحكاً بأن الحرب لم تترك شبابا).
وحول ما إذا كان الاهتمام جاء بعد تسجيل الفن في اليونسكو، قالت نداف، إن الأمانة بدأت قبل ذلك، وتشير إلى أنها عام 2013 بدأت "مشروع توثيق القطع الموجودة في متحف التقاليد الشعبية في قصر العظم، وهو عبارة عن 500 قطعة أثرية من باب صون التراث على المستوى الوطني":

تجارب حديثة:

الشخصيات التي ابتكرها المتدربون بعيدة عن نمط قراقوز وعيواظ، هي شخصيات معاصرة كما يقول الحلاق، ويمثل الأمر بطريقة مسرحية: "كأن قراقوز وعيواظ صارا شيخين وصار لديهما أولاد وأحفاد تأثروا بالموضة والعصر الراهن"
المتدربة دعاء تقول إنها صنعت شخصية حالمة حتى أن هناك غيمة على رأسها، وهي تكبر كلما كبر الحلم ويمكن أن تزول في حال فشلت، ووجدت في هذا الفن فرصة لإيصال رسائل إنسانية.

أما المتدرب يزن كرنبة فيقول إنه صنع شخصية من عمق بيئته في الغوطة الشرقية، واستنبطه من شخصية جده، "إنه الفلاح أبو جميل الذي يعكس الطابع الريفي المثقف، والقادر على محاكاة كل الشخصيات ومحاورتها، وهو يفكر دائما بتنمية مناطق الريف".

المصدر: RT

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط .بامكانك قراءة شروط الاستخدام لتفعيل هذه الخاصية اضغط هنا