ويأتي إغلاق خط الإنتاج في هذا المصنع في وقت تواجه فيه أكبر شركة لصناعة السيارات في أوروبا ضغوطا على التدفق النقدي نتيجة ضعف المبيعات في الصين والطلب في أوروبا، بالإضافة إلى الرسوم الجمركية الأمريكية التي تثقل كاهل المبيعات في أمريكا.
وتواجه "فولكسفاغن" صعوبة في تخصيص ميزانيتها الاستثمارية البالغة حوالي 160 مليار يورو على مدى السنوات الخمس المقبلة، مع توقعات بزيادة عمر سيارات البنزين. وقد تم تخفيض الميزانية، التي تحدث سنويا، بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة. وبلغ المبلغ المكافئ للفترة من 2023 إلى 2027 نحو 180 مليار يورو.
واقترح كبير المسؤولين الماليين في الشركة، أرنو أنتليتز، في أكتوبر الماضي أن صافي التدفق النقدي للعام 2025، والذي كان متوقعا في السابق أن يكون قريباً من الصفر، قد يصبح إيجابيا بشكل طفيف. ومع ذلك، قال المحللون إن شركة السيارات ستستمر في مواجهة مزيد من الضغوط.
وقال محلل برنشتاين، ستيفن رايتمان: "هناك بالتأكيد ضغط على التدفق النقدي في عام 2026". وأشار إلى أن المجموعة كانت تبحث عن سبل لتقليل الإنفاق وزيادة الأرباح التشغيلية.
وأضاف رايتمان أن "فولكسفاغن" تواجه تحديات "واسعة النطاق"، حيث أن العمر المتوقع الأطول لمحركات الوقود الأحفوري يتطلب استثمارات جديدة. "عليك أن تنظر إلى أجيال جديدة من تقنيات البنزين".
من جانبه، قال موريتز كرونينبيرغر، مدير محفظة في "يونيون إنفستمنت"، إن "بعض المشاريع ستحتاج إلى الاستبعاد من خطط إنفاق "فولكسفاغن"، ولكي تفي "فولكسفاغن" بهدفها الاستثماري، يجب إزالة أفكار ومشاريع أخرى من الخطة".
وقد أنتج مصنع دريسدن أقل من 200,000 مركبة منذ بدء الإنتاج في عام 2002، أي أقل من نصف الإنتاج السنوي للمصنع المركزي لشركة "فولكسفاغن" في فولفسبورغ.
وتمثل هذه الخطوة تقدما صغيرا لشركة "فولكسفاغن" في خططها لتقليل الطاقة الإنتاجية في ألمانيا. هذه التغييرات هي جزء من صفقة تم الاتفاق عليها مع النقابات العام الماضي، والتي ستؤدي أيضا إلى خفض 35,000 وظيفة في علامة "فولكسفاغن" التجارية في ألمانيا.
وقال رئيس علامة فولكس فاجن، توماس شيفر، هذا الشهر إن قرار إغلاق الإنتاج لم يتخذ "بسهولة"، لكنه "كان ضروريا من منظور اقتصادي".
وكان المصنع يقصد به أن يكون نموذجا يظهر براعة "فولكسفاغن" الهندسية، حيث كلف في البداية بتجميع سيارة "فولكسفاغن فايتون" الفاخرة. بعد توقف إنتاج الفايتون في عام 2016، أصبح موقع دريسدن رمزا لجهود "فولكسفاغن" في التحول إلى الكهرباء، حيث أنتج مؤخرا سيارة آي دي 3 الكهربائية التي تعمل بالبطارية.
وسيتم تأجير الموقع لجامعة دريسدن التقنية لإنشاء حرم جامعي للبحث والتطوير في مجال الذكاء الاصطناعي والروبوتات والرقائق (الشريحات).
وتعهدت "فولكسفاغن"، بالتعاون مع الجامعة، باستثمار 50 مليون يورو في المشروع على مدى السنوات السبع المقبلة، بينما قالت عملاقة السيارات إنها ستواصل استخدام المرفق لتسليم السيارات للعملاء وكوجهة سياحية.
المصدر: "فاينانشال تايمز"