وقال ستة متخصصين في القواعد الأخلاقية بالحكومة الأمريكية إن شركة "ورلد ليبرتي فاينانشال" التي أسستها عائلة ويتكوف قبل شهرين من الانتخابات الأمريكية وضمت ترامب مستفيدا ماليا فيها، تثير مخاوف بشأن الأخلاقيات المهنية وتضارب المصالح.
ومن أكبر مخاوف المتخصصين، الشريك الجديد لـ"ورلد ليبرتي" وهي منصة التشفير "ترون".
ونقلت "رويترز" في عام 2023 عن 7 خبراء في الجرائم المالية ومتخصصين في تحقيقات العملات المشفرة قولهم إن شبكة "ترون" وهي أسرع وأرخص من "البتكوين"، تفوقت على منافستها باعتبارها وسيلة لتحويل العملات المشفرة المرتبطة بجماعات صنفتها إسرائيل والولايات المتحدة ودول أخرى منظمات إرهابية.
وأعلنت "ترون" الشهر الماضي أنها تستثمر 30 مليون دولار في شركة "ورلد ليبرتي".
وقالت "ورلد ليبرتي" ومؤسس "ترون" رجل الأعمال الصيني المولد جاستن صن، على منصة "إكس": "إن صن سينضم إلى مشروع ترامب وويتكوف كمستشار.. وذكر صن أن شركة "ترون" المسجلة في جزر فيرجن البريطانية أصبحت الآن أكبر مستثمر في شركة ورلد ليبرتي".
وأعلنت أجهزة الأمن الإسرائيلية عن مصادرة عملات مشفرة منذ عام 2021، مما سلط الضوء في كثير من الأحيان على استخدام مسلحين، من بينهم حماس، لـ"ترون".
وجمد المقر الوطني لمكافحة الإرهاب الاقتصادي في إسرائيل والمسؤول عن مثل هذه المضبوطات، 186 محفظة على "ترون" منذ يوليو 2021، قائلا إن "منظمة إرهابية بعينها" استخدمتها أو بهدف ارتكاب "جريمة إرهابية خطيرة".
وربطت السلطات الإسرائيلية 84 من تلك المحافظ بحماس أو حلفائها مثل حركة "الجهاد الإسلامي"، و39 محفظة بحزب الله، و63 محفظة بجماعات إرهابية لم تحددها أو بتجار عملة.
وأعلن عن أحدث عملية مصادرة متعلقة بـ"ترون" في 28 مارس.
وأشارت وكالة "رويترز" إلى أنها لم تتمكن بشكل مستقل من تحديد ما إذا كانت الجماعات المسلحة تستخدم "ترون"، كما أن المقر الوطني لمكافحة الإرهاب الاقتصادي لم يقدم أدلة على تأكيداته أو يرد على طلبات للإدلاء بمزيد من التفاصيل، ولم ترد حماس أو حزب الله على طلبات للتعليق.
وقالت "ترون" التي تستفيد من رسوم المعاملات على شبكتها لـ"رويترز": "إن التكنولوجيا الخاصة بها جذبت مستخدمين يعملون بشكل قانوني بالإضافة إلى من لديهم دوافع غير مشروعة"، لكنها لم ترد على ما يتردد عن أن مسلحين يستخدمونها.
وردا على سؤال عن هذه الرواية، قال المتحدث باسم "ترون" إن المنصة "اتخذت تدابير استباقية لمعالجة خطر الأنشطة غير المشروعة على شبكتها".
وذكر المتحدث أن التعاون مع أجهزة إنفاذ القانون الذي بدأ في سبتمبر، أسفر عن تجميد أموال غير مشروعة بقيمة 70 مليون دولار.
كما صادرت وزارة الخزانة الأمريكية محافظ على "ترون" تشمل حسابا مرتبطا بجماعة قالت إنها جمعت أموالا لحماس عقب هجومها على إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023.
وفرضت الوزارة في مارس عقوبات على شركة صرافة في لبنان قالت إنها زودت مسؤولي حزب الله بحسابات مشفرة تشمل محفظة على ترون لتلقي أموال من إيران.
وأثار استثمار "ترون" في ورلد ليبرتي مخاوف خبراء الأخلاقيات المهنية.
تضارب محتمل في المصالح
شارك ويتكوف في تأسيس "وورلد ليبرتي" ولديه حصة في شركة تحمل اسم "دبليو.سي ديجيتال إف.آي" يحق لها الحصول على بعض عائدات "ورلد ليبرتي" وفقا لشروط الشركة، وويتكوف صديق مقرب لترامب ومتبرع لحملته الرئاسية.
وقال شخص مطلع على خطط ويتكوف، طلب عدم ذكر اسمه، إنه يعتزم وضع جميع استثماراته في صندوق للاستثمار بإدارة منفصلة على أن يحتفظ بملكية أصوله
وفي حال تأسيس الصندوق سيتولى مدير خارجي إدارة أصول ويتكوف على أن يبيع تلك الأصول التي تمثل تضاربا في المصالح ويعيد استثمار العائدات في استثمارات غير معروفة للمالك.
وقال متخصصون في الأخلاقيات المهنية لـ"رويترز" إنه حتى مع وجود مثل هذا الصندوق، فإن وورلد ليبرتي تمثل تضاربا محتملا في المصالح.
وأضافوا أن توصيات ويتكوف بشأن سياسات الشرق الأوسط قد تتأثر بما يراه الأفضل لشركة "وورلد ليبرتي" بدلا من الولايات المتحدة.
وصرح ريتشارد بينتر المستشار الأخلاقي للرئيس الأسبق جورج دبليو بوش والأستاذ في جامعة مينيسوتا بأنه "إذا أسس ويتكوف صندوقا لأصوله ولم يشارك في العمليات اليومية لـ"وورلد ليبرتي" فإن احتمالات التضارب موجودة طالما أنه يحتفظ بحصة مالية في الشركة".
وقال بينتر "سواء كنت مشاركا في إدارة الشركة أم لا، فهذا ليس مهما على الإطلاق.. ما يهم هو ما إذا كان لديك مصلحة مالية يمكن أن تتأثر بشكل مباشر بعملك الحكومي".
وقال الخبراء إن ترامب يواجه أيضا تضاربا محتملا من شركة "ورلد ليبرتي".
ويشار إلى ترامب على موقع "ورلد ليبرتي" على الإنترنت بأنه "من المدافعين الرئيسيين عن العملات المشفرة"، ويحق له الحصول على حصة من عائداتها وفقا لشروط وأحكام الشركة.
وتبيع "وورلد ليبرتي" رمزا خاصا لا يمكن تداوله وفقا لهذه الشروط والأحكام، على عكس "بيتكوين" والعملات المشفرة الأخرى.
ويحق لترامب و"الشركات التابعة" الأخرى غير المسماة الحصول على 75 بالمئة من بعض عائدات "وورلد ليبرتي" وفقا للشروط، مما يزيد من احتمال قيام الناس بشراء عملات الشركة لمحاولة كسب ودها.
المصدر: "رويترز"