وعلى سبيل المثال، تحدث الوزير عن أن سوق القهوة العالمية تصل قيمة تداولها إلى 450 مليار دولار، فيما تحصل الدول المصنعة لحبوب القهوة من هذه القيمة على 25 مليار دولار فقط، ومن هذه تحصل الدول الإفريقية على أقل من 3 مليار دولار. تحصل ألمانيا من القهوة المصنعة لديها على 7.5 مليار، أي أنها تحصل على ما هو أكثر من حصة إفريقيا بأسرها.
وتابع لافروف: "لهذا فقد طرحت قمة روسيا إفريقيا قضية العدالة على مستوى نوعي جديد، حيث أكدت على أنه من المستحيل الاستمرار في الحياة باستغلال موارد الدول النامية".
وأشار لافروف إلى أن الدول الإفريقية تذكر جيدا حقبة الاستعمار، وتذكر ما كانوا يدافعون عنه، وحينما يشعرون أنهم، وعلى الرغم من حصولهم على الاستقلال، إلا أنهم يواجهون الاستعمار في صورته الجديدة، بأنهم يوفرون المواد الخام الرخيصة، بينما يحصل الغرب على كل القيمة المضافة، فإن ذلك لا يروقهم ولا يلائمهم.
والآن، وفقا للوزير، حانت اللحظة المفصلية، التي يتحول فيها العالم إلى التعددية القطبية، ولا يمكن إيقاف هذه العملية التاريخية.
وتابع لافروف أن منطقة الساحل في إفريقيا تعاني من مشكلات التطرف منذ عام 2011، حينما دمر "الناتو" الدولة الليبية، من خلال دعمه الإرهابيين الذين وقفوا ضد القذافي، وحينما اختفت ليبيا من الوجود وأصبحت ثقبا أسود، ومعبرا لملايين المهاجرين غير الشرعيين إلى أوروبا. وحاول الفرنسيون فيما بعد مواجهة هؤلاء، والآن يخرجون من إفريقيا.
وأكد لافروف على أن ما حصلت عليه إفريقيا من تعاونها مع الغرب، بالمقارنة مع ما حصلت عليه في قطاعات المصانع والتعليم والصحة أثناء الحقبة السوفيتية، هو ما أدى لرفع شعب النيجر الأعلام الروسية في بعض المظاهرات الداعمة للانقلاب، وهو ما دفع البعض للادعاء بأن روسيا تقف وراء الانقلاب في النيجر.
إلا أن الوزير تابع أن النيجر كانت تحت السيطرة الغربية لسنوات طويلة، دون أن يتمكن الغرب من الحصول على قلوب وعقول الشعب، نظرا لأنه لم يسهم في التنمية الحقيقية. وليست الأعلام الروسية سوى رفض واضح للسياسات الغربية في إفريقيا.
المصدر: RT